سُئل العقّادُ مرة: هل الفنون الجميلة من ضروراتِ الحياة، أم هي كمالياتٌ تأتي بعد لقمة العيش !
فأجاب: بوسعنا العيش دون مَلكة النظر سبعين عامًا دون أن نهلك، ولا نقدر أن نعيش سبعين يومًا دون الرغيف، ولم يقل أحدٌ لهذا إن الرغيفَ أهمُّ من البصر. وبتقييم السوق: الرغيفُ أرخصُ من الكتاب، والتمثالُ أغلَى من الثوب. فقيمةُ الشيء لا تتعلق بقدر الحاجة إليه، بل بقدر ما نصبح عليه إذا حصَّلناه. فتحصيلُنا الرغيفَ يساوينا بسائر الأحياء، ولكنْ تحصيلُنا الجمالَ لا يجعلُنا أحياءً وحسب، بل يجعلنا بشرًا ممتازين فى أمَّة ممتازة، تُحِسُّ وتُحسنُ التعبيرَ عن إحساسها. الضروراتُ توكلُنا بالأدنَى من مراتب الحياة، أما الذي يرفعنا إلى الأوج من طبقات الإنسان، فهو الفنون !