-تقول الانسه انه لا يمكنك الدخول الان لأن والدها ليس في البيت
وهكذا كان عليه أن يعود ثانية في الخامسه مساء، حسب تعليمات الخادمة، وفتح له الباب حينئذ لورينثو داثا شخصيا وقاده الي حجرة نوم ابنته، وبقي جالسا في عتمة الركن مقاطعا ذراعيه ومحاولا دون جدوي السيطرة علي أنفاسه المتسارعه، خلال الوقت الذي استغرقه الفحص.
لم يكن من السهل معرفة من هو الأكثر ارتباكا، أهو الطبيب بلمسه الخجول، أم المريضة بخفر العذراء في قميص نومها الحريري، لكن أيا منهمل لم ينظر في عيني الاخر، وانما كان يسألها بصوت مبهم وتجيبه بصوت مرتعش، وكلاهما متعلق بالرجل الجالس في العتمة. وأخيرا طلب الدكتور خوفينال أوربينو من المريضة أن تجلس، وفتح قميص نومها حتي الخصر بحرص لذيذ: تلألأ صدرها الشامخ غير الممسوم، ذو الحلمتين الطفوليتين، لحظة وكأنه وميض برق في ظلالة المخدع، قبل أن تسرع لتخفيه بذراعيها المتقاطعتين، فأزاح الطبيب ذراعيها بحزم دون ان ينظر اليها، وقام باجراء الفحص مباشرة بوضع اذنه علي الجلد، بادئا بالصدر أولا ثم الظهر.
وقد اعتاد الدكتور خوفينال أوربينو أن يقول بأنه لم يشعر بأي انفعال عندما تعرف علي المرأة التي سيعيش معها حتي يوم مماته. كان يتذكر قميص النوم السماوي ذا التطريز المخرم ، والعينين المحمومتين، والشعر الطويل المنسدل علي الكتفين، ولكنه كان مبهورا من اقتحام الوباء للسورالاستعماري، فلم يتمعن في شيء من المحاسن الكثيرة التي تمتلكها كمراهقة يانعة، انما انصب اهتماهه علي ادني قدر من الوباء قد يكون لديها. بينما كانت هي أكثر وضوحا: لقد بدا لها الطبيب الشاب الذي كثيرا ما سمعت باسمه اثناء الحديث عن الكوليرا، متحذلقا عاجزا عن حب أحد سوي نفسه.