الاثنين، 6 أغسطس 2012

لا أنام لأحلم




لا أَنام لأحلم قالت لَه ; بل أَنام لأنساكَ !
ما أطيب النوم وحدي بلا صَخَبٍ في الحرير، أبتعدْ لأراكَ وحيداً هناك ، تُفكِر بي حين أَنساكَ ،
لا شيء يوجعني في غيابكَ ، لا الليلُ يخمِشُ صدري ولاشفتاكَ !
أنامُ علي جسدي كاملاً كاملاً لا شريك له ، لا يداك تشقَّان ثوبي ، ولا قدماكَ تَدقَّان قلبي كبنْدقَة عندما تغلق الباب !
لاشيء ينقصني في غيابك ; نهدايَ لي ، سرَّتي ، نَمَشي ، شامتي ، ويدايَ وساقايَ لي ، كلّ ما فيَّ لي,
ولك الصّوَر المشتهاة ، فخُذْها لِتُؤنس منفاكَ ، وإرفع رؤاك كَنَخْب أخير ، وقُل إن أَردت ; هَواكِ هلاكّ !
وأَمَّا أَنا ، فسأُصْغي إلى جسدي بهدوءِ الطبيبة ; لاشيء .. لاشيء يوُجِعُني في الغياب سوي عزْلَةِ الكون !
محمود درويش

IP