الخميس، 31 يناير 2013

أربعة هم الناس


أربعة هم الناس :
إنسان جُلّه بهيمة وبعضه إنسان , وإنسان نصفه بهيمة ونصفه إنسان , وإنسان جُلّه
إنسان وبعضه بهيمة , وإنسان كله إنسان .
أما الاول فما لفكرة الكمال أقل سلطاناً عليه , وأما الثاني فيحلم بالكمال ولكنه لا 
يسعى إليه , وأما الثالث فيحلم ويفكر ويؤمن ويشتاق ويسعى بكل واسطة لديه , وأما
الرابع فقد وصل إلى ما وراء الحلم والفكر والايمان والشوق والسعي فلا يغريه تصفيق 
ولا يؤذيه تصفير , والثالث من هؤلاء الاربعه احقهم بالتقدير وبالمحبه والغفران ,لانه
لا يصارع البهيمية في نفسه لا غير , بل يصارع كذلك الناس الذين ما برحوا جُلّهم 
بهيمة , والذين نصفهم بهيمة , فهؤلاء لا ينفكون يزرعون في طريقه الفخاخ 
لينصروا البهيمة فيه على الانسان كيما يبقى واحداً منهم وضمن حظيرتهم .
أيّها الكمال ما أدناك وما أقصاك , وما أمرك وما أحلاك !
أيها الكمال لا تحصي علي عثراتي .
أيها الكمال ليكن شوقي إليك شفيعا بي لديك .
ميخائيل نعيمة | مذكرات الاطرش

IP