محدقاً إلى السقف ، واضعاً يدي على خدِّي ،
كمن يتلصَّص على فكرة بيضاء ، أو يتربص بإشراقة وحي ..
أَنْتَبِهُ بعد ساعات إلى أنني لم أكن هناك في السَقف ،
ولا هنا على المقعد، ولم أفكر بشيء ،
كنت مستغرقاً في اللا شيء … !
في الفراغ الكلي الكامل، منفصلاً عن وجودي ،
جاراً لعَدَمٍ غيرِ متطفِّل، وخالياً من الألم.
لم أحزن ولم أفرح ،
فلا شأن للّا شيء بالعاطفة ،
ولا شان له بالزمن ،
لم توقظني يَدُ ذكرى واحدة من غيبوبة الحواس ،
ولم توقظني خشيةُ الأقدار من نسيان الغد ،
إذ كنت، لسبب ما، متأكداً من أنني سأحيا إلى الغد ،
لم أسمع صوت المطر يكسِّر رائحةَ الهواء في الخارج ،
ولا الناياتِ تحمل الداخل وترحل ،
كنت لا شيء في حضرة اللا شيء … !
وكنت هادئاً، آمناً, مطمئناً …”
فما أجمل أن يكون المرء لا شيء ، مرة واحدة ، مرة واحدة… لا أكثر!