الأحد، 29 يوليو 2012

الأربعاء، 25 يوليو 2012

القانون الأخلاقي للهنود الحمر



القانون الأخلاقي للهنود الحمر 

1. انهضْ للصلاة مع الشمس. صلِّ وحدك. صلِّ دائمًا. فالروح العظمى سوف تصغي بمجرَّد أن تتكلَّم. 
2. تقبَّلْ أولئك الضالِّين عن طريقهم؛ فالجهل والزهو والغضب والغيرة والطمع تنبت في نفس ضالَّة. صلِّ من أجل أن يجدوا الإرشاد.
3. ابحثْ عن نفسك بنفسك. لا تسمح للآخرين أن يخطُّوا لك دربك. إنه طريقك أنت – طريقك أنت وحدك. يجوز للآخرين أن يقطعوه معك، لكنْ ليس لأحد أن يقطعه عنك.
4. عامِل الضيوف في بيتك بكثير من الإجلال: وفِّرْ لهم أحسن الطعام، قدِّمْ لهم أحسن سرير، وعامِلْهم باحترام وتكريم.
5. لا تأخذ ما ليس لك، سواء من شخص، من جالية، من البرية، أو من ثقافة أخرى؛ فإنها لم تُكسَبْ ولم تُعطَ – إنها ليست لك.
6. احترمْ كلَّ الأشياء الموجودة على هذه الأرض – من الناس كانت، من الحيوان، أم من النبات.
7. كرِّمْ أفكارَ وأمنياتِ وكلماتِ غيرك من الناس. لا تقاطع أبدًا غيرك أو تهزأ منه أو تحاكيه بفظاظة على سبيل السخرية. اسمحْ لكلِّ شخص بالحقِّ في التعبير الشخصي.
8. لا تكلِّم الآخرين أبدًا بطريقة سيئة؛ فالطاقة السلبية التي تبثُّها في الكون سوف تتضاعف عندما تعود إليك.
9. كلِّ الأشخاص يرتكبون أخطاء؛ وكلُّ الأخطاء تُغتفَر.
10. الخواطر السيئة تسبب مرض الذهن والجسم والروح. مارِس التفاؤل.
11. الطبيعة ليست لنا، بل هي جزء منَّا؛ إنها جزء من أسرتنا الأرضية.
12الأطفال بذور مستقبلنا. ازرعْ في قلوبهم المحبة واسقِها بالحكمة ودروس الحياة. وعندما يكبرون أعطِهم فسحة للنمو.
13. تجنَّبْ جرحَ قلوب الآخرين؛ فسُمُّ ألمك سيرتدُّ إليك.
14. كنْ صادقًا طوال الوقت؛ فالصدق امتحانُ إرادة المرء في الكون.
15. حافظْ على توازنك؛ فذاتك الذهنية، وذاتك الروحية، وذاتك العاطفية, وذاتك الجسمانية – كلها ينبغي أن تكون قوية، طاهرة، وصحيحة. روِّض جسمك لتقوِّي الذهن. زِدْ من غِناك الروحي لكي تشفي أدواءك العاطفية.
16. اتَّخِذْ قراراتٍ واعيةً فيما يتعلق بِمَنْ سوف تكونه وبكيفية استجابتك. كنْ مسؤولاً عن أفعالك.
17. احترمْ خصوصية الآخرين ومساحتهم الشخصية. لا تمس ملكية الآخرين الشخصية – وبخاصة الأمور المقدسة والدينية؛ فهذا حرام.
18.اصدقْ مع نفسك أولاً. فإنك لا تستطيع أن تؤدِّب الآخرين وتساعدهم ما لم تستطع تأديب نفسك ومساعدتها أولاً.
19. احترمْ معتقدات الآخرين الدينية. لا تُكرِه الآخرين على قبول معتقدك.
20. شارك الآخرين في طيِّب رزقك؛ ساهم في الإحسان.

IP

طبيعة


كما يكون الإنسان تكون الطبيعة من حوله. فمن جملتْ حياته وصفَت أفكاره رأى الطبيعة جميلة وصافية. ومن قبحت حياته وتشوّشت أفكاره رأى الطبيعة قبيحة ومشوشة. لذلك فمفتاح الطبيعة ليس في الطبيعة عينها بل في الإنسان نفسه. وذلك المفتاح هو المعرفة. من شاء أن يعرف الطبيعة فليعرف نفسه اولاً. ومن شاء أن يكون سيد الطبيعة فليكن سيّد نفسه. 
ميخائيل نعيمة, مذكرات الأرقش

IP

عرق,عطر

“المرأة من هذا هي أكثر نبلا في تقديرها لرائحة المخلص من الرجال، فهي تدوخ من عرق من تحب مهما كان نفاذا، بينما الرجل العاشق أقل تسامحا مع عرق المرأة، لذلك فإن انفاق المراة على العطور أضعاف ما ينفقه الرجل لا يعود الى سوء تدبير منها بل الى سوء تقدير الرجال لرائحة الجسد الطبيعية”                                                                                                                                      

IP

الأحد، 22 يوليو 2012

حزن ناجي العلي



إنني لست حزيناً ولكنني لا أستطيع أن أجد التفسير المناسب لهذه الظاهرة ، أستطيع أن أقول أنني مهموم وهمي ليس شخصياً بل هم جماعي يرتبط بآلام الأخرين، إن الحزن ظاهرة مريحة لوجداني ، والانسان الذي لا يفهم الحزن تكون عاطفته محدودة جداً ويعاني نقصاً وجدانياً وإنسانياً، وحالة الحزن ظاهرة إنسانية نبيلة,,بل هي أنبل من الفرح فالإنسان يستطيع إفتعال الفرح، أما الحزن فلا !

IP

السبت، 21 يوليو 2012

موعود بعيونك أنا


IP

بوح

قررت أن أستقيل عن عدة عادات في حياتي: ألا أسعى لأن أكون الأول في أي شيء، أو كقول غوتة: "بنيت بيت على العدم، ولهذا، فكل الكون لي، سيدعو الناس هذا "صعلكة" وشذوذاً، وسينتهون إلى كل ما هو "خارجي"، إلى قشوري، وعلي زيادة القناع قوة بان أطيل شعري أكثر، وأرتدي صندلاً لأغير رسمي، وكل ما من شأنه أن يكون قشرة أخرى تبعد الناس عن "مركزي" و"روحي"، ملابسي، شعري الطويل، تشردي، فظاظتي، وسيفكرون ما يأتي على بالهم، فليكن، هذا نافع، هذا قناع ثالث، أعطني، أعطني، ماذا؟ قناعاً ثالثاً من فضلك، قناعاً آخر. وعليّ أن "لا أصارع الناس" في دنياهم، سأعزل نفسي في قوقعة من علاقات قليلة، مع بشراً "استثنائيين" فقط، بأقل عدد ممكن، وسأتحول، كما تعلمت من "طريق محارب مسالم"، من شخص استثنائي في عالم عادي إلى عادي في عالم استثنائي، فقط، بأقل عدد ممكن، وسأتحول، كم تعلمت من "طريق محارب مسالم"، من شخص استثنائي في عالم عادي إلى عالم استثنائي، وسأتجنب أي صراع لا جدوى منه، سأتجنب، كشبح لا يخرج من بيته إلا بعد منتصف الليل، ماشياً في الأزقة الخلفية، محاطاً بفيلات فيها كلها أضواء على المناصب، وعواد، وكل ما أرجوه ألا ينتبه أحد لمروري، أعطني من فضلك، أعطني، ماذا؟ قناعاً آخر، قناعاً رابعاً".

IP

الجمعة، 20 يوليو 2012

طقوس

" الطقوس " أيضاً جميلة ومهمة في الحياة؛ أنا لا أفهم الناس الذين بلا طقوس شخصيّة ، بلا عادات، بلا تفاصيل، لا يهتمون بألوان الأزرار، ولا خشب المقاعد، ويرضون بأي سائل ساخن أحمر ولا يتوقفون عند نوع الشاي ! الحياة في "التفاصيل" ، في الأحاسيس، في الذائقة ، في معنى أن تهزّ رأسك حزناً أو فرحاً أو طرباً لمقطع من أغنية قديمة، أو أن تنفعل برائحة الياسمين تهب من شارع عتيق على الدوار الأول!

IP

السبت، 14 يوليو 2012

اشتعالات



لا أعرف كيف لا تتوقف أرجلنا عن المشي حين نفقد شخصاً نحبُّه.
ألم نكن نمشي لا على قدمينا بل على قدميه!
ألم تكن النزهة كلها من أجله! 
ألم يكن هو النزهة !

IP

الخميس، 12 يوليو 2012

في مهب الصمت

تذوقت الغربة
والفقر والحرمان
ومارست التسكع
والحب والخوف والكتابة
وادمنت على الشوق
والذكرى والهذيان والجراح
ولي خيبة مع الحب
وخيبة مع الصداقة
وخيبة مع العلم
وخيبة مع الوطن
ومنذ ذاك الزمن
ادركت بأن الله اعظم حزين !

IP

شلح زنبق أنا

شِلحُ زِنبَقٍ أنا,, إكسِرني

IP

فما هي السعادة !


ان الكتب السماوية تقول لنا: ان السعادة في الايمان والتسليم الأمر لخالق الكون والرضا بالمقدور وتجنب الشر وفعل الخير,,
وعلم النفس يقول انها في اتزان الشخصية، والتوازن بين قدرات الانسان ورغباته وطموحه,, والماديون يقولون انها في اشباع حاجات الانسان المادية وغرائزه,, والمرضى يقولون انها في الصحة,, والأصحاء يقولون لو كانت فيها وحدها لكانت الوحوش أسعد مخلوقات الأرض، والمغمورون يقولون انها في الشهرة,, والمشهورون يقولون بحثنا عنها ولم نجدها,, والفاشلون يقولون انها في النجاح,, والناجحون يقولون ما أبهظ الثمن الذي دفعناه من سعادتنا ثمناً لنجاحنا، والمحرومون يقولون انها في الثراء,, والأثرياء يقولون ليتها كانت كذلك,, والعزاب يقولون انها في الزواج والأبناء,, والمتزوجون يقولون مشاكلنا اكبر من احتمالنا !
فما هي السعادة !

IP

الاثنين، 9 يوليو 2012

طفولة


IP

كم انت قاسٍ أيها العالم !



لنتخيَّل المشهد
لنبدأ بالنهاية
"لئلاَّ نبتذلَ أشواقَهُما بالتشويق"
عاشقان في الليل خائفان
كدمعتيْن في عينيْ طفلٍ
مثقوب القلب وردتُهُ مجروحة.
معطفُهُ على كتفيْها
ذراعُها حولَ عنقِهِ
يرتعشان بردًا وعتمة
مثلَ ورقتيْ شجرةٍ شبهِ عارية.
يحبُّها وتحبُّهُ لكنَّهُما
عندَ نهايةِ الشارعِ الطويل سيفترقان.
أنظروا إلى الرسالةِ التي يسطعُ
طرفُها الشاحبُ من حقيبةِ يدِها،
انظروا إلى المصابيح التي تنطفئُ إثرَ خطواتِهِما
سربَ نجومٍ تتساقطُ أجنحتُهُ.
سيمضي وحيدًا
بدموعِها الساخنة على خدِّهِ
وستختفي هي عندَ المفرقِ
متَّكِئَةً على ظلِّها على حنانِ كلماتِهِ الأخيرة:
صَحِبَتْكِ الملائكةُ يا حبيبتي
كم أنتَ قاسٍ أيُّها العالم!

IP

ستبقى بعيني ولحمي ملاك


ستبقى بعيني ولحمي ملاك

IP

الحياة,,حتى آخر قطرة




الحياة,,حتى آخر قطرة
وإن قيل لي ثانيةً: ستموت اليوم، فماذا تفعل؟ لن أحتاج إلى مهلة للرد: إذا غلبني الوَسَنُ نمتُ. وإذا كنت ظمآن شربتُ. و إذا كنتُ أكتب، فقد يعجبني ما أكتب و أتجاهل السؤال. و إذا كنت أتناول طعام الغداء, أضفت إلى شريحة اللحم المشويّة قليلاً من الخردل و الفلفل. و إذا كنت أحلق، فقد أجرح شحمة أذني. و إذا كنت أقبل صديقتي، التهمت شفتيها كحبة تين. و إذا كنت أقرأ قفزت عن بعض الصفحات. وإذا كنت أقشِّر البصل ذرفت بعض الدموع. و إذا كنت أمشي واصلت المشي بإيقاع أبطأ. وإذا كنت موجوداً، كما أنا الآن، فلن أفكِّر بالعدم. وإذا لم أكن موجوداً، فلن يعنيني الأمر. وإذا كنت أستمع إلى موسيقى موزارت، اقتربتُ من حيِّز الملائكة. وإذا كنتُ نائماً بقيت نائماً وحالماً وهائماً بالغاردينيا. وإذا كنتُ أضحك، اختصرتُ ضحكتي إلى النصف احتراماً للخبر. فماذا بوسعي أن أفعل؟ ماذا بوسعي أن أفعل غير ذلك، حتى لو كنتُ أشجع من أحمق، و أقوى من هرقل؟

اثر الفراشة، محمود درويش

IP

الأحد، 8 يوليو 2012

محاولة رثاء بركان


اربعون عاماً على اغتيال الشهيد العاشق "غسان كنفاني"
لا توجد كلمات بإمكانها أن ترثي شخصاً مثل غسان، إنهُ فلسطين وفلسطين هو !
محمود درويش في رثاء غسان كنفاني
اكتملت رؤياك، ولن يكتمل جسدك. تبقى شظايا منه ضائعة في الريح، وعلى سطوح منازل الجيران، وفي ملفات التحقيق.
ولم يكتمل حضورنا نحن الأحياء ـ طبقاً لكل الوثائق. نحن الأحياء مجازاً، وأنت الميت ـ طبقاً لكل الوثائق، أنت الميت مجازاً.
نحزنُ من أجلك؟ لا
نبكي من أجلك؟ لا
أخرجتنا من صف المشاهدين دفعة واحدة وصرنا نتشوف الفعل، ولا نفعل.
أعطيتنا القدرة على الحزن، وعلى الحقد، وعلى الانتساب. وكنا نتعاطى الحزن بالأقراص، ونتعاطى الحقد بالحقن، ونتعاطى الانتساب بالوراثة.
مرة واحدة، أعطيتنا القدرة على الاقتراب من أنفسنا، وعلى الرغبة في الدخول إلى جلودنا التي خرجنا منها دون أن ندري، الآن ندري ـ حين خرجت منا.
حملناك في كيس ووضعناك في جنازة بمصاحبة الأناشيد الرديئة، تماما كما حملنا الوطن في كيس، ووضعناه في جنازة لم تنته حتى الآن، وبمصاحبة الأناشيد الرديئة.
كم يشبهك الوطن!
وكم تشبه الوطن!

IP

السبت، 7 يوليو 2012

الحنين


الحنين، استرجاعٌ للفصْل الأجملِ في الحكاية: الفصل الأوّل المُرتجَل بكفاءة البديهة.
هكذا يُولدُ الحنينُ من كلّ حادثةٍ جميلة، ولا يُولدُ من جُرْح. فليس الحنينُ ذكرى، بل هو ما يُنتقى من متحف الذاكرة. الحنينُ انتقائيٌّ كبُستانيٍّ ماهر، وهو تكرارٌ للذكرى وقد صُفِّيَتْ من الشوائب. وللحنين أعراضٌ جانبيّةٌ من بينها: إدمانُ الخيالِ النظرَ إلى الوراء، والحَرَجُ من رَفع الكُلفة مع الممكن، والإفراطُ في تحويل الحاضر إلى ماضٍ، حتى في الحُبّ: تعالي معي لنصنعَ الليلةَ ماضياً مُشترَكاً – يقولُ المريضُ بالحنين. سآتي معكَ لنصنعَ غداً مُشترَكاً – تقولُ المُصابَةُ بالحُبّ. هي لا تحبّ الماضي وتريدُ نسيانَ الحرب التي انتهتْ. وهو يخافُ الغدَ لأنّ الحربَ لم تنتهِ، ولأنه لا يريدُ أن يكبرَ أكثرَ.
الحنينُ ندبةٌ في القلب، وبصمة بلدٍ على جسد. لكن لا أحد يحنُّ إلى جُرْحه، لا أحد يحنّ إلى وجعٍ أو كابوس، بل يحنّ إلى ما قبْله، إلى زمنٍ لا ألم فيه سوى ألم الملذّاتِ الأولى التي تذوّبُ الوقتَ كقطعةِ سُكّر في فنجان شاي، إلى زمنٍ فردوسيّ الصورة. والحنينُ نداءُ الناي للناي لترميم الجهةِ التي كسرتْها حوافرُ الخيل في حَمْلةٍ عسكريّة. هو المرَضُ المُتقطِّعُ الذي لا يُعْدي ولا يُميتُ، حتى لو اتّخذ شكلَ الوَباءِ الجمعيّ. هو دعوةٌ للسهر مع الوحيد، وذريعةُ العَجْز عن المُساواةِ مع رُكّاب قطارٍ يعرفون عناوينَهم جيّداً. وهو ما يُجمَعُ لأحلام الغرباء من موادّ مصنوعةٍ من شفافيّة اللاشيء الجميل، ويُحمِّصُ لهم بُنّ اليقظة.
ونادراً ما يأتي صباحاً. ونادراً ما يتدخّلُ في حديثٍ عابرٍ مع سائق تاكسي. ونادراً ما يتطفّلُ على قاعةِ مُؤتمر، أو على الموعدِ الأوّل بين أنثى وذكَر ... هو زائرُ المساء، حين تبحثُ عن آثاركَ في ما حولكَ ولا تجدها، حين يحطُّ على الشُرْفةِ دُوريٌّ يبدو لكَ أنه رسالةٌ من بلدٍ لم تحبّه وأنتَ فيه، كما تحبّه الآن وهو فيك. كان مُعطىً وشجرة وصخرة، وصار عناوين روح وفكرة، وجمرة في اللغة. كان هواءً وتراباً وماءً، وصار إلى قصيدة.
الحنينُ أنينُ الحقّ العاجز عن الإتيانِ بالبُرهان على قوّة الحقّ أمام حقّ القوّة المُتمادية... أنينُ البيوتِ المدفونة تحت المُستعمَرات، يُورِثُهُ الغائبُ للغائب، والحاضرُ للغائب، مع قطرة الحليب الأولى، في المَهاجر والمُخيّمات. الحنينُ صوتُ الحرير الصّاعدِ من التوت إلى مَنْ يحنُّ إليه في أنينٍ متبادَل. هو اندماجُ الغريزةِ بالوعي وباللاوعي.. وشكوى الزمن المفقود من ساديّة الحاضر.
الحنينُ وجَعٌ لا يحنُّ إلى وجع. هو الوجعُ الذي يُسبّبه الهواءُ النقيُّ القادمُ من أعالي جبلٍ بعيد، وجعُ البحث عن فرَحٍ سابق. لكنه وجعٌ من نوعٍ صحّيٍّ، لأنهُ يُذكّرُنا بأننا مرضى بالأمل ... وعاطفيّون!
من كتاب: في حضرة الغياب

IP

الجمعة، 6 يوليو 2012

أهواك


أهواك ولى قلبُ بغرامك يلتهبُ..
تدنيه فيقتربُ ..
تقصيه فيغتربُ ..
فى الظلمةِ يكتئبُ ويهدهدهُ التعبُ .. 
فيذوب وينسكب كالدمع من المقلِ..

IP

في ما مضى


"بين الأشياء التي تقال 
والأشياء التي لا تقال
مسافات أبعد من المدى..
بين المسافات التي تعبر 
والتي لاتعبر 
عيون تغرز في الصميم..
بين الأجيال المارة 
والتي لم تأت بعد 
مجرات من الصدف..
بين الأرض والسماء
لقاءات سرية
لكائنات نورانية..
بين العدم والأزل
وعود سماوية..
أو حمم بركانية..
في ما مضى
طلع النور من العدم
في ما مضى صار هناك أزل .."
ندى الحاج

IP

أعتذر للصدفة، لأنني أسميها الحتمية


"أعتذر للصدفة، لأنني أسميها الحتمية.
أعتذر للحتمية إن كنت مع ذلك مخطئة.
لا تغضبي أيتها السعادة، لأنني أعيشك وكأنك لي.
لينس لي الأموات، أنهم بالكاد يومضون في الذاكرة.
أعتذر من الوقت لكثرة ما أغفل من العالم
في اللحظة الواحدة.
أعتذر للحب القديم، لأنني أعتبر الجديد هو الأول.
سامحيني أيتها الحروب البعيدة، لأنني أحمل الورود إلى البيت.
اغفري لي أيتها الجراح المفتوحة، وخزي بإصبعي.
أعتذر للمنادين من الهاوية، لأجل تسجيلات موسيقى الرقص.
أعتذر من الناس في المحطات، لنومي في الخامسة صباحاً.
اغفر لي أيها الأمل المقطوع، أنني أحياناً أضحك.
اغفري لي أيتها الصحارى، أنني لا أسارع بملعقة ماء.
وأنت أيها البازي، القابع من سنين، في نفس القفص،
المحدق أبداً بلا حراك في نفس النقطة،
سامحني حتى وإن كنت طائراً متخماً. 
أعتذر من الشجرة المقطوعة، لأرجل الطاولة الأربع.
أعتذر من الأسئلة الكبيرة للأجوبة الصغيرة.
أيتها الحقيقة، لا تعيريني كبير انتباه.
أيها الوقار لا تؤاخذني.
تحمل ياسر الوجود، حين أستل خيوط ذيل ثوبك.
لا تحاكميني أيتها الروح، لأنني نادراً ما أمر بك.
أعتذر لكل شيء لأنني لم أستطيع أن أكون في كل مكان.
أعتذر لكل واحد لأنني لا أتقن أن أكون كل واحد
وكل واحدة.
أعرف، أنني ما دمت حية بلا شيء يشفع لي،
لأنني بنفسي أقف عقبة في طريق نفسي
لا تؤاخذني أيها الكلام، لأنني أستعير الكلمات الطنانة،
ثم أضيف إليها الصعوبة، كي تبدو خفيفة."
فيسوافا شيمبورسكا

IP

الأربعاء، 4 يوليو 2012

العطر - قصة قاتل - باتريك زوسكيند


وقف غرنوى مبتسماً . و بالأحرى هكذا بدا للناس الذين رأوه و كأنه يبتسم ابتسامة هى الأكثر براءة و حباً و سحراً ، و غواية فى الوقت نفسه ، فى العالم أجمع . لكنها لم تكن فى حقيقة الأمر كذلك ، بل كانت ابتسامة متكلفة بشعة متهكمة ارتسمت على شفتيه عاكسة نصره الكامل و احتقاره الكامل . فهو ، جان باتيست غرنوى ، المولود دونما رائحة ، فى أكثر أماكن العالم تخمة بالروائح الكريهة ، الناشىء من القمامة و الغائط و العفن ، الذى تربى دونما حب و عاش دون روح إنسانية دافئة ، و إنما نكاية و بقوة القرف ، هو الضئيل الأحدب الأعرج البشع ، الذى يتجنبه الجميع ، و الشنيع من الداخل و الخارج على حد سواء قد توصل إلى جعل نفسه محبوباً من قبل الجميع . و ماذا تعنى كلمة محبوب ! معشوق ! محترم ! مؤلمة ! إلى الجحيم بكل ذلك ! فهو قد أنجز الفعل البروميثيوسى ، الشرارة الإلهية .
هذه الشرارة التى لم يحققها لنفسه إلا بعناده و مكره الدائمين ، و بمهارته ، هذه الشرارة التى يحصل عليها الاّخرون مجاناً منذ ولادتهم ، و التى حجبت عنه من دونهم جميعاً .
أجل لقد كان غرنوى العظيم ! و هاهو يتجلى الاّن . هاهو يبدو الاّن فى الواقع كما كان يبدو اّنذاك فى أحلامه النرجسية . لقد عايش فى هذه اللحظة أعظم انتصار فى حياته ، فكان مدعاة لذعره .
كان مدعاة لذعره لأنه لم يستطع أن يستمتع به و لو لثانية واحدة .
ففى لحظة ترجله من العربة إلى الساحة المشمسة مضخماً بالعطر الذى يجعل الناس يحبونه ، بالعطر الذى استهلك صنعه سنتين من عمره ، بالعطر الذى أمضى حياته كلها متعطشاً لامتلاكه .. فى هذه اللحظة التى رأى و شم فيها سرعة انتشاره و مدى تأثيره الذى لا يقاوم على البشر ، فى اللحظة نفسها عاوده الشعور بالقرف من الناس ، فأفسد عليه انتصاره كلياً ، بحيث لم يفتقد الشعور بالفرح فحسب ، و إنما أيضاً الشعور بالرضا ، و لو بأبسط أشكاله .
إن ما تاق إليه دائماً ، أى أن يحبه الاّخرون ، أصبح فى لحظة نجاحه أمراً لا يحتمل ، فهو بالذات لا يحبهم ، بل إنه يكرههم . و فجأة أدرك غرنوى أن الحب أبداً لن يشبعه ، و إنما الكره ، أن يكره و أن يكون مكروهاً .

IP

الأحد، 1 يوليو 2012

تلك الحياة


كل ما كنت أراه حولي في تلك الحياة العملية كان غريباً , في جميع دقائقه, عن فكرة العطف على الإنسان. وكانت الحياة تقدم نفسها لي بصفتها سلسلة متوالية لا حدود لها من العنف والعدوان, وباعتبارها نضالاً مستمراً وغير شريف في سبيل الوصول إلى ما لا قيمة له من الأشياء. لم أكن أرغب في شيء أكثر من الكتب. أما جميع الاشياء الأخرى, فلم تكن بالنسبة إلي, أكثر من أشياء تافهه لا قيمة لها. كان يكفيني أن أجلس ساعة من الزمن في الشارع, إلى جوانب بيتنا, كي أرى جميع أولئك الناس الحوذيين و البوابين, والعمال, والموظفين, والتجار, يعيشون حياتهم بصورة تختلف عن حياتي. وعن حياة الناس الذين أحب, يتحركون بفعل رغبات مختلفة, ويبحثون عن أهداف متغايرة. والناس الذين كنت أحترمهم, الناس الذين كنت أؤمن بهم, كانوا غرباء بصورة تبعث على الدهشة, وحيدين غرباء غير مرغوب فيهم في محيط تسوده أكثرية ساحقة, بين جموع النمل العاملة في مثابرة, في فحش ومكر, لبناء تلة للنمل يسمونها الحياة. بالنسبة إلي كانت تلك الحياة تبدو غريبة مضجرة. لقد انبثقت ضجراً ميتاً, و لطالما كنت أجد أن الناس الذين يتحدثون عن الرحمة والحب لا يفعلون أكثر من إرسال الكلام وأنهم حين يأتون إلى الأفعال فهم يخنعون, من غير أن يشعروا على الإطلاق لمرجى الحياة العام. كان ذلك قاسياً بالنسبة إلي.”
                                                                                                   النص ل مكسيم غوركي

IP